رمضان في الحرم الجامعي: احفظ الإيمان، واحفظ البيئة
جاكرتا، أخبار جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا — لا تنعكس قوة الإيمان في العبادة فقط، بل أيضًا في كيفية تعامل الإنسان مع البيئة. فقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفة في الأرض، وأسند إليه مسؤولية الحفاظ عليها. لذلك، فإن حماية البيئة ليست مجرد شأن دنيوي، بل هي جزء من التقوى لله عز وجل.
وفي هذا السياق، أوضحت أستاذة علم الأحياء البيئي بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، الأستاذة الدكتورة ليلي سوريا إكا بوتري، الحاصلة على درجة الماجستير في دراسات البيئة، أن التغير المناخي لم يعد مجرد قضية عالمية، بل أصبح تهديدًا حقيقيًا يشعر به البشر والبيئة مباشرة.
وقالت: "إن آثاره واسعة النطاق، بدءًا من ارتفاع درجات الحرارة، وهطول الأمطار الغزيرة التي تسبب الفيضانات، وصولًا إلى أزمة الغذاء بسبب صعوبة الزراعة التي يواجهها الفلاحون، وكذلك معاناة الصيادين في الحصول على الصيد".
وأضافت أن أحد الأسباب الرئيسية للتغير المناخي هو انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية مثل وسائل النقل، والصناعة، وحرق النفايات المنزلية بشكل عشوائي. حيث تؤدي كثرة الملوثات المتجمعة في الهواء إلى تدهور جودة الهواء، مما يهدد صحة الإنسان.
وأكدت الأستاذة ليلي أن الآثار البيئية التي نشهدها اليوم تهدد أيضًا الأجيال القادمة. لذلك، يجب البدء بحلول عملية من الحياة اليومية، ومنها إدارة النفايات العضوية بحكمة.
وأوضحت قائلة: "معظم النفايات المنزلية تأتي من بقايا الطعام والنفايات العضوية الأخرى. فإذا تم التخلص منها أو حرقها عشوائيًا، فإن ذلك سيتسبب في تلوث البيئة بل وقد يؤدي إلى الفيضانات".
وأشارت إلى أن النفايات غير المُدارة بشكل جيد قد تطلق انبعاثات خطيرة ومعادن ثقيلة في التربة والمياه، مما يؤثر سلبًا على النظام البيئي وصحة الإنسان. لذلك، يجب أن تبدأ معالجة النفايات بشكل حكيم من المنزل ومن كل فرد، وبطرق أكثر صداقة للبيئة.
ومن بين الحلول المبتكرة والبسيطة لإدارة النفايات العضوية، الاستفادة من "الإيكو إنزايم" (Eco Enzyme). ووصفت الأستاذة ليلي هذا الإيكو إنزايم بأنه "السائل السحري"، لأنه ناتج عن تخمير مخلفات الفواكه والخضروات وله فوائد عديدة.
وقالت: "يمكن استخدام الإيكو إنزايم كمطهر طبيعي لتنظيف المنزل، وكسماد عضوي، وحتى كبديل لصابون غسل اليدين والأواني".
وأوضحت أن هذا السائل، على عكس المنتجات الكيميائية التي تلوث البيئة، آمن وصديق للأرض. ووفقًا للأبحاث، فإن هذا السائل آمن للاستخدام اليومي لأنه لا يحتوي على بكتيريا ضارة مثل الإشريكية القولونية (E. coli).
وأضافت أن التحول لاستخدام الإيكو إنزايم لا يقلل فقط من النفايات العضوية، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على جودة المياه والتربة من التلوث بالمواد الكيميائية.
وأكدت الأستاذة ليلي أن شهر رمضان هو الوقت الأنسب للبدء بعادات جيدة. بدءًا من تقليل النفايات البلاستيكية، ومعالجة النفايات العضوية، وصولًا إلى استخدام المنتجات الصديقة للبيئة، كلها خطوات صغيرة لها أثر كبير. حتى نشر الوعي بين الآخرين حول أهمية الحفاظ على البيئة يُعدّ من أعمال الخير المستمرة.
وقالت في ختام حديثها: "إذا أدرك المزيد من الناس هذه القضية واتخذوا إجراءات، فسنتمكن من تحقيق بيئة أنظف وأكثر راحة وصحة. وبحمايتنا للبيئة، فإننا لا نحمي الأرض فقط، بل نُعدّ أيضًا مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة".
لذلك، دعونا نجعل من شهر رمضان هذا العام فرصة لتعزيز العبادة وبناء روح المسؤولية تجاه البيئة. فحماية الطبيعة جزء لا يتجزأ من حفظ الإيمان.
لمتابعة الكلمة الرمضانية الكاملة للأستاذة ليلي بعنوان "واجب الحفاظ على البيئة"، يمكنكم مشاهدتها عبر قناة يوتيوب الخاصة بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، أو الضغط على الرابط هنا.
(شنتي أُكتافيا/ زين العابدين م./ ويدي دامار أ./ الصورة: يوتيوب جامعة جاكرتا)
(Shanti Oktavia/Zaenal M./Audyna D. Aryani/Youtube UIN Jakarta :الصورة)