جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا تتصدر سياسات استخدام الذكاء الاصطناعي في الجامعات الإسلامية
مبنى رئاسة الجامعة، أخبار جامعة- أنشأت جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا رسميًا معهد ابتكار الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية (ALII)، وأصدرت قرار رئيس الجامعة رقم 127/2025 بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك في أعقاب الإقبال الكبير على استخدام الذكاء الاصطناعي للأغراض الأكاديمية وغير الأكاديمية.
صرحت الدكتورة خديجة حلية، مديرة معهد الابتكار، في بيان لها: "يشهد أساتذة وطلاب جامعة شريف هداية الله جاكرتا حاليًا موجة جديدة من الحماس. لم يعد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي مجرد حديث، بل أصبح سياسة رسمية".
وأضافت أن جامعة شريف هداية الله جاكرتا أصدرت قرار رئيس الجامعة رقم 127/2025 الذي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في الأنشطة الأكاديمية وغير الأكاديمية. وتُعد هذه السياسة خطوة مهمة في بيئة التعليم العالي الإسلامي في إندونيسيا لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي. في السابق، تابع المحاضر في كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة إنديانا في جاكرتا، تأسيس معهد ابتكار الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية (ALII). يُعد هذا المعهد مركزًا للبحث والابتكار والتدريب في مجال محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال: "نسعى لضمان أن يسير كل جانب من جوانب محو الأمية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وفقًا لمبادئ الثقة والعدالة".
وفي سياق منفصل، عبّر رئيس جامعة إنديانا في جاكرتا، البروفيسور أسيب صاب الدين جهار، الحاصل على ماجستير ودكتوراه، عن الرؤية الشاملة للجامعة في مواكبة العصر الرقمي، قائلاً: "نحن لا نسير مع التيار فحسب، بل نهدف إلى توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز روح العلم والإيمان الحديثين".
ومن الأمور المهمة المتعلقة بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي أخلاقيات الكتابة الأكاديمية. ويُطلب من الطلاب الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي تضمين نسب واضحة، سواءً في الواجبات اليومية أو الرسائل العلمية أو المنشورات العلمية. هنا يُرسم خط فاصل واضح بين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة وممارسة الانتحال.
صرح الأستاذ الدكتور أحمد ثولابي، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية: "لقد أعددنا إرشادات واضحة ليصبح الذكاء الاصطناعي داعمًا لعملية التعلم، لا منفذًا للغش".
كما يخضع استخدام الذكاء الاصطناعي في الامتحانات لرقابة صارمة. ولا يُسمح به إلا إذا وضعت الكلية المعنية بروتوكولًا خاصًا، يتضمن آلية تحقق لضمان صحة كفاءة الطلاب.
بالإضافة إلى الطلاب، ستُنظم سياسة تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا المحاضرين والعاملين في مجال التعليم. وسيُمنحون مساحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج الدراسية، وإعداد المواد، وكفاءة إعداد التقارير، وتخطيط أنشطة الحرم الجامعي.
ومع ذلك، لا يزال استخدام التكنولوجيا مصحوبًا بالقيم الإسلامية الأساسية، وهي الصدق والعدل والنزاهة الفكرية. وقال محاضر فضل عدم ذكر اسمه: "يساعدنا الذكاء الاصطناعي على توفير الوقت في البحث وإثراء المواد التعليمية، لكن دور التوجيه الإنساني من المحاضرين يبقى لا غنى عنه".
التحديات والآمال
بفضل أسسها الأخلاقية المتينة، تتطلع جامعة جاكرتا إلى تحقيق تأثير واسع النطاق. ستُعقد دورات تدريبية مكثفة حول محو أمية الذكاء الاصطناعي، وسيُوسّع التعاون البحثي مع رواد تطوير الذكاء الاصطناعي، وسيستمر تطوير مدونة أخلاقيات رقمية. يهدف كل هذا إلى بناء منظومة أكاديمية مثقفة تكنولوجيًا ومستندة إلى القيم الإسلامية. وأمل البروفيسور أسيب صاب الدين جهار قائلاً: "نأمل أن تُلهم هذه السياسة الجامعات الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء إندونيسيا".
في ظل القيم الإسلامية، لا تُعدّ جامعة جاكرتا رائدة في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تُعدّ أيضًا راعيةً للنزاهة الأكاديمية. في هذه المرحلة، يتضافر التطور التكنولوجي والإيمان لتشكيل مستقبل تعليم عالٍ مبتكر وكريم.