ندوة الاعتدال الديني لعام ٢٠٢٤ التي نظمتها جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا لتعزيز الوعي بالاعتدال في الدين
قاعة هارون نشوتيون، أخبار جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا - نظمت جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، باعتبارها مؤسسة تتمسك بالأركان الأربعة الرئيسية (الالتزام الوطني، مناهضة العنف، التسامح، واحترام الحكمة المحلية)، بالتعاون مع مؤسسة "ألف اقرأ" لتعليم القرآن الكريم، التي يديرها طلبة وخريجو الجامعة، ندوة "الاعتدال الديني لعام ٢٠٢٤ ". وقد أُقيمت الفعالية في قاعة هارون نشوتيون، يوم الأحد (١٥/١٢/٢٠٢٤).
نيابةً عن قيادة الجامعة، أكد الأستاذ الدكتور خمامي زادة، رئيس هيئة ضمان الجودة بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، والرئيس التنفيذي لمؤسسة "ألف اقرأ" السيدة نهضة رشيدة، على أهمية الفهم العميق للدين. وأشار إلى أن الفهم الصحيح للدين يقي الطلبة من الوقوع في سوء الفهم الذي قد ينعكس سلباً عليهم. تعزيز الاعتدال الديني للطلبة الجامعيين ومعلمي القرآن من جيل الألفية
تحت شعار "تعزيز الاعتدال الديني للطلبة الجامعيين ومعلمي القرآن من جيل الألفية"، أوضح رئيس مركز الاعتدال الديني بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، الأستاذ الدكتور ك.هـ. عريف زمهري، في عرضه المفهوم الأساسي للاعتدال الديني كوسيلة لتحقيق التوازن في ممارسة الشعائر الدينية دون الإخلال بالقيم الكونية. وقال: "إن الدين في جوهره يعلّم مبادئ الاعتدال والعدل والتوازن. وما يحتاج إلى الاعتدال ليس الدين نفسه، بل أسلوب ممارسته من قِبل أتباعه."
ضرورة الاعتدال الديني وتحدياته
أكد الأستاذ الدكتور عريف زمهري على أهمية الاعتدال الديني كحل لمختلف المشكلات الاجتماعية والدينية في إندونيسيا. وحدد ثلاثة أسباب رئيسية تجعل هذه القيمة أولوية في الحياة الاجتماعية:
كما أكد الأستاذ الدكتور أريف أن البانكاسيلا والقانون لا يمكن أن يحلا محل دور الدين، ولكنهما يعملان كدليل للتعايش في إطار التنوع. وقال: "إن التوازن بين القيم الدينية والوطنية هو المفتاح للحفاظ على الوحدة الوطنية."
الاعتدال الديني هو مفتاح التسامح والوئام
كما شرح الأستاذ الدكتور أريف تحديين رئيسيين يواجههما المسلمون، وهما:
التحدي الأول، وفقًا للأستاذ الدكتور أريف، هو الميل إلى فهم الشريعة الدينية بطريقة صارمة ونصية، من خلال الاقتباس من القرآن الكريم، والحديث النبوي، وآراء العلماء دون النظر إلى السياق التاريخي. وغالبًا ما يستخدم هذا النهج من قبل أولئك الذين يرغبون في استعادة مجد الإسلام في الماضي، ولكنه يحمل في طياته احتمالية إثارة الصراعات الاجتماعية.
التحدي الثاني هو التبسيط المفرط للدين، حيث تخضع القيم الإسلامية لتأثير الأفكار السلبية القادمة من ثقافات أو حضارات أخرى. يتم ذلك بهدف جعل الإسلام يبدو أكثر مرونة وتوافقًا مع تطورات العولمة البشرية، ولكنه غالبًا ما يضعف جوهر التعاليم الإسلامية نفسها.
وأوضح الأستاذ الدكتور أريف أن هناك حدودًا متطرفة في الآراء والمواقف والممارسات التي تُتَّخذ غالبًا باسم الدين. وكمؤشر على الاعتدال الديني، أكد أهمية الحفاظ على الالتزام الوطني، والتسامح، وعدم العنف، واحترام التقاليد المحلية.
وقال: "لا يجوز باسم الدين أن نتخذ إجراءات تجرح الفضائل الإنسانية، أو تنتهك الاتفاقيات الجماعية في الحياة الاجتماعية، أو تتعارض مع القوانين السارية. على سبيل المثال، كانت حالة التفجير في ساريناه تدَّعي الجهاد الإسلامي، لكنها ألحقت الضرر بسمعة الإسلام كدين رحمة للعالمين."
وفي ختام عرضه، شدد الأستاذ الدكتور أريف على أن الاعتدال الديني هو المفتاح لخلق الوئام والتسامح على مختلف المستويات. واختتم بقوله: "الاعتدال الديني هو في الحقيقة المفتاح لخلق التسامح والوئام، سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو العالمي."