مراجعة مقال بحثي: النظر في وجوب صلاة الجمعة على النساء من منظور هيئة علماء المسلمين من خلال فقه الحديث ومقاصد الشريعة
في الخطاب الفقهي الإسلامي، كان يُنظر تاريخيًا إلى وجوب صلاة الجمعة على أنها تقتصر على الرجال المسلمين المُكلَّفين . ويستند هذا الرأي إلى نصوصٍ سُنية تُستثنى منها النساء والأطفال والعبيد والمرضى. ومع ذلك، مع تزايد مشاركة المرأة المسلمة في الحياة العامة وتنامي الوعي بالمساواة الدينية، ظهرت خطاباتٌ جديدة تُشكِّك في الوضع القانوني للمرأة في صلاة الجمعة. ومن أهمّ المُساهمات في هذا النقاش هيئة تفسير القرآن الكريم (MTA)، وهي هيئة دعوية معروفة بنهجها الحرفي في تفسير القرآن والحديث.
هذه المقالة، التي كتبها محمد سكرن، وسعيد عقيل حسين المنور، وزيتونة سبحان، وسوبريانتو، بعنوان "إعادة تقييم وجوب صلاة الجمعة على المرأة في فقه الحديث ومقاصد الشريعة من منظور مجلس تفسير القرآن الكريم"، ونُشرت في مجلة المناهج: مجلة كاجيان حكم الإسلام (2025). يتناول هذا البحث كيفية إعادة مجلس تفسير وجوب صلاة الجمعة على المرأة، مستخدمًا إطار فقه الحديث ومقاصد الشريعة لبناء حُجة شاملة ومترابطة.
التفسير الحرفي وإعادة تفسير الحديث: MTA يتحدى الإجماع الكلاسيكي
من أهم مساهمات هيئة علماء المسلمين شجاعتها في تحدي الفقه الإسلامي التقليدي الراسخ. وأكدت الهيئة بحزم أن الآية التاسعة من سورة الجمعة تنطبق على جميع المكلفين ، بمن فيهم النساء. ورفضت التفسيرات التي تستثني النساء، بحجة عدم وجود استثناء صريح في النص القرآني.
بالإضافة إلى ذلك، راجعت هيئة علماء المسلمين الأحاديث التي يُستشهد بها عادةً كاستثناءات، وخاصةً حديث سنن أبي داود الذي يذكر أن النساء من بين المحرمات من صلاة الجمعة. ومن خلال نقد السند والمتن، خلصت هيئة علماء المسلمين إلى أن الحديث يُفهم على أنه تخفيف (رخصة) وليس تحريمًا مطلقًا. وهذا يفتح مجالًا جديدًا لمشاركة المرأة في الشعائر العامة كصلاة الجمعة.
التكامل بين فقه الحديث ومقاصد الشريعة: منهج إصلاحي متجذر في التراث
يجمع منهج تحليل المعنى (MTA) أيضًا بين المنهجيات الكلاسيكية والمعاصرة، مستعينًا بنظريات فقه الحديث ومقاصد الشريعة. فبدلًا من فهم الحديث من منظور نصي بحت، يستكشف تحليل المعنى (MTA) معاني أعمق استنادًا إلى السياق التاريخي، ومقاصد الشريعة الإسلامية، والواقع الاجتماعي الراهن.
بتوجه مقاصدي يُركز على العدالة والرفاهية والشمول الاجتماعي، ترى هيئة علماء المسلمين مشاركة المرأة في صلاة الجمعة خطوةً تقدميةً تتماشى مع قيم الشريعة الإسلامية الأساسية. كما تُقارن صلاة الجمعة بعبادات أخرى، كالصلوات الخمس وصيام رمضان، التي لا تُفرّق بين الجنسين في واجباتها.
من أبرز ما يميز
هذه المقالة إدراك الكاتبة للواقع الاجتماعي الذي يحد من قدرة المرأة على ممارسة حقوقها في صلاة الجمعة. فرغم أن هيئة المساجد الإندونيسية (MTA) قد وفّرت أماكن صلاة للنساء، إلا أن العديد من المساجد في إندونيسيا لا تزال غير مرحبة بالنساء، جسديًا وثقافيًا.
لذلك، يُتوقع من هيئة الأئمة والخطباء المسلمين ألا تكتفي بتعزيز التفسيرات اللاهوتية الشاملة، بل تشجع أيضًا على إحداث تغييرات هيكلية في توفير المرافق، والإرشاد الديني، ومشاركة المرأة في إمامة المساجد. وبالتالي، فإن التزام المرأة بحضور صلاة الجمعة ليس مجرد مسألة قانونية، بل هو أيضًا جزء من النضال من أجل بناء فضاء ديني منصف للجنسين.
تُقدّم هذه المقالة مساهمةً قيّمةً في مجال الإصلاح الفقهي الإسلامي من خلال دراسة نقدية للنصوص والسياقات. تُقدّم هذه الدراسة، بنهجها الحرفي والمستجيب اجتماعيًا، نموذجًا جديدًا لفهم الواجبات الدينية للمرأة. ومن خلال دمج فقه الحديث ومقاصد الشريعة، تُقدّم هذه المقالة ليس فقط خطابًا دينيًا، بل أيضًا مصدر إلهام عملي لبناء مجتمع إسلامي أكثر شمولًا ومساواة. تُعدّ هذه المقالة مرجعًا هامًا للأكاديميين وممارسي الشريعة الإسلامية، وكل من يهتم بقضايا النوع الاجتماعي وإصلاح الفقه في المجتمع الإسلامي المعاصر.
مصدر المقال في المجلة
عنوان البحث: إعادة النظر في وجوب صلاة المرأة في الجمعة في ضوء فقه الحديث ومقاصد الشريعة من منظور مجلس تفسير القرآن الكريم
مجلة النشر: المناهج: مجلة دراسات الشريعة الإسلامية
المؤلفون: محمد سكرون، سعيد عجيل حسين المنور، زيتونة صبحان، سوبريانتو.
رابط المقال: https://doi.org/10.24090/mnh.v19i1.12942
**مراجعات المقالات البحثية هي مقالات مراجعة لمقالات مجلات بحثية كتبها محاضرون في جامعة جاكرتا الدولية والتي تناقش القضايا الحالية القريبة من المجتمع كتوصيات أو دراسات حالة حول الظواهر الاجتماعية.
(Rizkiyah Gustiana N./Zaenal M./Fauziah M./Beruwitri Birulwalidain/PIH UIN Jakarta)