مراجعة مقال بحثي: العوامل النفسية المؤثرة على تعرض المراهقين للمحتوى الإباحي على وسائل التواصل الاجتماعي
جاكرتا، أخبار جامعة - في هذا العصر الرقمي المتنامي، يعيش المراهقون في تدفق متواصل من المعلومات. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصةً أساسيةً للتفاعل والتعلم والتعبير. ومع ذلك، وراء هذه السهولة، هناك أيضًا احتمال التعرض لمحتوى غير مناسب لأعمارهم، بما في ذلك المواد الإباحية.
هذا هو محور دراسة أجرتها ديانا موتيا، ونورول هداية، وإندرا ساموديرا حاتمي، ورحمت س. بينتانغ من جامعة شريف هداية الله في جاكرتا. في مقال بعنوان "العوامل النفسية المؤثرة على ضبط النفس لدى المراهقين من جيل الألفية عند التعرض للمحتوى الإباحي على وسائل التواصل الاجتماعي"، يستكشف الباحثون العوامل النفسية التي تؤثر على ضبط النفس لدى المراهقين عند التعرض للمواد الإباحية على الإنترنت.
شملت هذه الدراسة 1528 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا، من المرحلتين الإعدادية والثانوية، ويعيشون في منطقة جاكرتا. استخدم الباحثون أسلوب تحليل العوامل التأكيدية (CFA) لاختبار صحة الأدوات المستخدمة، بالإضافة إلى تحليل الانحدار المتعدد لقياس تأثير عدة متغيرات على مستويات ضبط النفس لدى المراهقين. ركزت الدراسة بشكل رئيسي على ثلاثة متغيرات نفسية: التعلق الأبوي ، والعمر، والجنس.
هذه هي العوامل التي تشكل ضبط النفس لدى المراهقين
تشير نتائج البحث إلى أن الترابط بين الأبناء والآباء يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل قدرة المراهقين على ضبط أنفسهم. فكلما قويت الرابطة العاطفية بين الأبناء والآباء، زادت قدرة الطفل على مقاومة الرغبة في الوصول إلى محتوى غير لائق. وهذا يعزز الرأي القائل بأن للأسرة دورًا محوريًا في توجيه المراهقين خلال هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.
علاوة على ذلك، وُجد أن العمر يؤثر أيضًا على ضبط النفس. ومع ذلك، تُعد هذه النتيجة مثيرة للاهتمام لأنها تشير إلى اتجاه سلبي للتأثير. هذا يعني أنه كلما كان المراهق أصغر سنًا، ارتفع مستوى ضبط النفس لديه تجاه المحتوى الإباحي. ويُعتقد أن هذا مرتبط بتزايد المخاوف في سن أصغر وبيئته الاجتماعية الأقل تعقيدًا.
علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن الفتيات المراهقات يتمتعن بمستويات أعلى من ضبط النفس مقارنةً بالفتيان المراهقين، لا سيما في سياق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتعرض للمحتوى المخصص للبالغين. تدعم هذه النتائج الدراسات السابقة التي تُظهر أن الفتيات يملن إلى أن يكنّ أكثر انتقائية وحذرًا عند الوصول إلى المحتوى الإباحي.
في المقابل، لم تؤثر متغيرات مثل البحث عن الإثارة، ونوع المدرسة، والوضع السكني بشكل كبير على ضبط المراهقين لأنفسهم. ورغم أن البحث عن الإثارة غالبًا ما يرتبط بالسلوكيات الخطرة، إلا أنه في سياق هذه الدراسة، لم يُثبت أن هذه العوامل تُشكل عاملًا رئيسيًا في قرارات المراهقين بالوصول إلى المحتوى الإباحي أو الامتناع عنه.
بشكل عام، تُقدم هذه الدراسة رؤىً مهمة حول الديناميكيات النفسية التي تؤثر على السلوك الرقمي للمراهقين. مع قيمة مربع R البالغة 14.7%، لا يزال هذا النموذج البحثي غير قادر على تفسير جميع الجوانب التي تؤثر على ضبط النفس لدى المراهقين، ولكنه يُقدم نقطة انطلاق مفادها أن تعزيز العلاقات الأسرية واتباع نهج قائم على النوع الاجتماعي يُمكن أن يكونا خطوتين استراتيجيتين في تعليم الثقافة الرقمية. كما يفتح هذا البحث الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية قيام الآباء والمدارس والمجتمعات المحلية بصياغة أنماط التربية والسياسات التعليمية التي تتكيف مع تحديات العصر الرقمي.
هذه المقالة ذات أهمية بالغة للأكاديميين، ومراقبي تعليم الأطفال، وأولياء الأمور على حد سواء، إذ تتناول قضايا جوهرية وراهنة. علاوة على ذلك، تُذكّر هذه الدراسة بأن بناء ضبط النفس لدى المراهقين ليس مهمة فردية فحسب، بل هو نتاج الشبكات الاجتماعية التي تُشكّلهم: الأسرة، والمدرسة، وبالطبع المجتمع، الذي يُعتبر فضاءً رقميًا.
(Aida Adha Siregar/Fauziah M/epm)
مصدر المقال في المجلة
عنوان البحث: العوامل النفسية المؤثرة على ضبط النفس لدى شباب الألفية نتيجة التعرض للمحتوى الإباحي على وسائل التواصل الاجتماعي
النشر في مجلة: سينتا 5، مجلة مراجعة التعليم والتدريس
المؤلفون: ديانا موتياه، نورول هدايتي، إندرا ساموديرا حاتمي، ورحمت س.
رابط المقال: https://journal.universitaspahlawan.ac.id/index.php/jrpp/article/view/40284
**مراجعات المقالات البحثية هي مقالات مراجعة لمقالات مجلات بحثية كتبها محاضرون في جامعة جاكرتا الدولية والتي تناقش القضايا الحالية القريبة من المجتمع كتوصيات أو دراسات حالة حول الظواهر الاجتماعية.
مركز المعلومات والعلاقات العامة بجامعة شريف هداية الله الإسلامسة الحكومية جاكرتا