طلاب الماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية يستكشفون المخطوطات الإسلامية والحداثة في ماليزيا
كوالالمبور، أخبار جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا الإلكترونية – بدأ خمسة طلاب من برنامج الماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، برفقة مشرف أكاديمي، رحلةً علمية ضمن برنامج التنقل الطلابي الدولي (International Student Mobility) من خلال زيارة مكتبة معهد الفكر والحضارة الإسلامية ISTAC-IIUM وبرجَي بتروناس التوأم KLCC في ماليزيا، يوم الجمعة ٢١/٠٢/٢٠٢٥.
يهدف هذا النشاط إلى توسيع آفاقهم في دراسة التاريخ والثقافة الإسلامية، إضافةً إلى تعريفهم بتطورات الثقافة والتكنولوجيا في الدولة المجاورة.
التعرف على ثراء المخطوطات الإسلامية في ISTAC-IIUM
بدأ البرنامج بزيارة مكتبة معهد الفكر والحضارة الإسلامية ISTAC-IIUM، الكائنة في جامعة الإسلام الدولية الماليزية (UIAM). في هذه الزيارة، تعرّف الطلاب على مجموعة المخطوطات الإسلامية الكلاسيكية التي تُعد من المراجع الأساسية في البحث حول التاريخ والحضارة الإسلامية. بحماس كبير، استكشف الطلاب الأعمال التاريخية التي تعكس المسيرة الطويلة للفكر الإسلامي.
وفي هذا السياق، قالت إيين إسنايني، إحدى طالبات الماجستير المشاركات في البرنامج، والتي قدمت بحثها حول الحركة الاجتماعية للعمال الإندونيسيين في هولندا: "من خلال هذه المجموعة، أشعر أنني أقرب إلى جذور التقاليد الفكرية الإسلامية، وأستطيع أن أفهم كيف أصبحت هذه المخطوطات إرثًا مهمًا في تطور التاريخ."
لم تقتصر الزيارة على التعريف بالمخطوطات، بل أتيحت للطلاب فرصة مشاهدة عملية رقمنة المخطوطات التي تُنفذ في ISTAC-IIUM. تهدف هذه العملية إلى الحفاظ على التراث الفكري الإسلامي وتسهيل وصول الأجيال القادمة إلى هذه الأعمال الكلاسيكية.
وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة موعظة النساء، أمينة قسم الماجستير في تخصص التاريخ والثقافة الإسلامية، والتي رافقت الطلاب خلال الزيارة:
"تُعد الرقمنة أمرًا بالغ الأهمية لضمان بقاء هذه المعرفة ونشرها على نطاق عالمي."
نقاش أكاديمي معمق
إلى جانب استكشاف المخطوطات، شارك الطلاب في ندوة البحث في الرسائل العلمية (Colloquium of Thesis Research)، حيث قام طلاب الماجستير بعرض نتائج أبحاثهم الأولية أمام الأكاديميين في ISTAC-IIUM.
ومن بين الطلاب المشاركين، قدمت إلما نيلو بحثها حول أساليب الأزياء خلال الحقبة الاستعمارية، حيث صرحت قائلةً: "فتح لي هذا العرض آفاقًا واسعة حول أهمية المنهجية العميقة في تحليل الثقافة، خاصةً في مجال دراسات الموضة."
فيما تناولت سِتّي خديجة بحثها حول الواقع الاجتماعي والديني لجماعة "العبانان" في بلورا، وناقشت نابيلا رنا علم العلامات (السيميائية) في شعر محمود درويش، حيث حصلتا على ملاحظات قيمة من الأكاديميين في ISTAC-IIUM، مما أغنى فهمهم لدراسات المخطوطات والتاريخ الإسلامي.
استكشاف الحداثة في برجَي KLCC
بعد الجلسة الأكاديمية المكثفة، واصل الفريق رحلته إلى مركز مدينة كوالالمبور (KLCC)، حيث زاروا برجَي بتروناس التوأم KLCC، اللذين يمثلان أيقونة معمارية وثقافية رئيسية في ماليزيا. قدمت هذه الزيارة فرصة للطلاب لفهم كيفية اندماج الحداثة والتقاليد في تشكيل هوية وطنية متميزة.
وفي هذا الصدد، صرحت الدكتورة إيدا فريدة، وكيلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بقولها:
"برج KLCC ليس مجرد رمز للتقدم التكنولوجي، بل هو أيضًا تجسيد لكيفية دمج القيم الثقافية والتراث الوطني في العالم الحديث."
تعرّف الطلاب على كيفية دمج عناصر التراث الماليزي التقليدي، مثل نقوش زهرة الكركديه (رمز ماليزيا)، مع التكنولوجيا الحديثة، مما يعكس التوازن بين التاريخ والمستقبل.
ربط الرؤى الأكاديمية بالثقافة
قدم اليوم الأول من برنامج التنقل الطلابي الدولي تجربة أكاديمية غنية وأتاح منظورًا أوسع حول الثقافة. كما عبّرت الطالبة إينينغ مليحة النajah، التي عرضت بحثها حول الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية للصيادين في ميناء كارانغانتو، قائلةً: "لم يثرِ هذا البرنامج معرفتي حول موضوع بحثي فحسب، بل وسّع أيضًا رؤيتي حول تطور الثقافة والتاريخ في الدول الأخرى."
ومن المأمول أن يساعد هذا البرنامج الطلاب على تعميق فهمهم لدراسات التاريخ والثقافة الإسلامية، ورؤية مدى ارتباطها بالعالم الحديث. كما يسعى هذا البرنامج إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات والمؤسسات التعليمية على المستوى الدولي.
(ألفينا إيكا أريانتي/ زينال م./ أودينا د. أرياني)