عيد الأضحى المبارك 1446 هـ: زرع الأخلاق، وتنمية الاهتمام
جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا، أخبار جامعة - دوى التكبير في كل مكان. حمل هواء الصباح عبير التربة الرطبة، وأصوات المساجد وأكشاك الأضاحي الصاخبة التي بدأت تزدحم. عاد عيد الأضحى، وهذا العام، يستعد المسلمون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك لعام ١٤٤٦ هـ/٢٠٢٥ م. ليس هذا العيد مجرد طقوس ذبح الأضاحي، بل يحمل رسالة روحية امتدت عبر العصور: عن صدق النبي إبراهيم، وثبات إسماعيل، وحب الله الكامل الذي لا يُقاس بمنطق بشري.
في خضمّ التدفق الرقمي السريع، والمنافسة الأكاديمية، والروتين الفردي المتزايد، يدعونا عيد الأضحى جميعًا، وخاصةً الطلاب، إلى التوقف والتأمل والتساؤل: هل فهمنا حقًا معنى التضحية؟ هل جعلنا المعرفة سبيلًا للعطاء، لا للكسب فحسب؟ هذا العيد ليس للذكرى فحسب، بل للتجربة والعيش. فجوهر التضحية ليس في الدم أو الجسد، بل في صدق العطاء والاستعداد للتضحية من أجل الصالح العام.
أكد الدكتور م. سورياديناتا، رئيس مركز معهد الجامعة الإسلامية في جاكرتا، أن عيد الأضحى المبارك فرصة مهمة لغرس قيم الطاعة والتضحية والإخلاص والتضامن وروح المشاركة. وقال: "يحمل عيد الأضحى المبارك رسالة للمسلمين بضرورة الحفاظ على علاقة وطيدة مع الله، من خلال العبادة والسلوك اليومي".
وبحسب قوله، فإن روح المشاركة أمرٌ بالغ الأهمية يجب تعزيزه، لا سيما في بيئة الحرم الجامعي. وأضاف: "يجب تثقيف المجتمع، بمن فيهم الطلاب، حول أهمية المشاركة مع الآخرين كشكل من أشكال التعاطف وضبط النفس". ويأمل أن يصبح طلاب جامعة إنديانا في جاكرتا أفرادًا لا يتفوقون أكاديميًا فحسب، بل يكبرون أيضًا ليصبحوا أكثر اهتمامًا بالآخرين وأقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
دعا الدكتور أحمد رضا، المحاضر في كلية أصول الدين، قسم الدراسات الإسلامية، الطلاب إلى اعتبار عيد الأضحى درسًا عميقًا في الحياة. وقال بنبرة مؤثرة: "الحياة ليست مجرد خيرات، بل هي معنى كل خيار وجهد". وأكد أن التضحية ليست مجرد طقس سنوي، بل هي أيضًا تدريب داخلي لبناء شخصية قوية ومتعاطفة ومسؤولة.
أنتم أيها الطلاب، أمل الشعب. لذا، اغرسوا في أنفسكم أن الجامعة لا تقتصر على المعدل التراكمي فحسب، بل تشمل أيضًا تقدير الذات، ومدى إسهامكم، ومدى استعدادكم للتضحية من أجل الصالح العام، كما قال.
علاوة على ذلك، دعا إلى ألا يكون الاحتفال بعيد الأضحى احتفالًا عابرًا، بل أن يُترجم إلى أفعال ملموسة. وقال: "لنستقبل عيد الأضحى المبارك ليس بفرحة غامرة، بل بخطوات عملية: مساعدة لجنة الأضاحي، وتحية الجيران الذين نادرًا ما نلتقي بهم، ومساعدة المحتاجين. أثبتوا أنكم لستم جيلًا سلبيًا، بل جيلًا مهتمًا".
لنجعل عيد الأضحى المبارك هذا العام بداية صحوتنا الروحية والفكرية والاجتماعية. لا تكن مجرد عالمٍ بارعٍ في الخطابة، بل كن جيلًا مستعدًا للتضحية من أجل الحق. فالتغييرات الكبيرة تبدأ دائمًا بالتضحيات الصادقة.
عيد الأضحى المبارك، وكل قطرة دمٍ زكيةٍ تُنمّي فيكم شخصيةً كريمةً.
(Rizkiyah Gustiana N./Zaenal M./Beruwitri Birulwalidain/Foto: PIH)